عمرة في رمضان 2

الأتراك مسلمون

من أسعد الحاجات اللي شفتها في الحرم مجموعة من الأتراك ييجوا كل يوم بعد الفجر لحد الشروق يقعدوا يقرؤوا قرآن

أول مرة شفتهم من بعيد طبعا تبادر لذهني انهم بيعملوا بدعة معينة على طول أصل الواحد من كتر ما شاف أصبحت شيء عادي

لكن لما قربت منهم لقيتهم إيه واحد حافظ القرآن وبيقرا بيسمع وكلهم ماسكين مصاحف وفيه واحد قاعد بيصحح لو أخطأ
وبيقروا بالترتيب يعني بيكملوا كل يوم على الورد حاجة تفرح وكل شوية أتراك تانيين بييجوا من بعيد يقعدوا معاهم

طبعا ما تفوتنيش الفرصة الذهبية دي رحت وقعدت في وسطهم عشان آخد بركة مجلس الذكر وأكون زي الراجل الذي قال الله عز وجل فيه
“هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”
وكنت يوميا أحاول أجلس وسطهم ولو عشر دقائق
يوم ورا يوم اتضح ان اللي بيقرا مش نفس الواحد وإن فيهم عدد من الحفاظ طبعا معظمهم بيقولوا الواو “ف” اللي هي أم ثلاث نقط

وكان فيهم شاب صوته جميل وقراءته رائعة ولابس لبس يشبه لبس الأزهريين
كان يقرأ ويقوم بعد قراءته يقف ينظر للكعبة فذهبت وتعرفت عليه واتضح أنه يعرف عربي بسيط جدا وأنهم يدرسون (كثير منهم كبار السن) فيما يشبه المدرسة الشرعية يدرسون الحديث والتفسير والقرآن وعدد منهم يحفظ القرآن كاملا

بخصوص سوء ظني في الأول انهم بيعملوا بدعة لاحظت كثيرين في أعينهم نظرة ارتياب أو استغراب لما يفعلونه وتراهم فيما بعد أيضا يحاولون الجلوس معهم ومن كل الجنسيات

وهم كانوا يجلسون إلى مابعد الشروق ثم يصلون الضحى……افتقدتهم كثيرا

أيضا أول يوم أفطر بجوارنا شاب بلجيكي ووالده ..حاول أحد السعوديين الكلام معه بالانجليزية فرفض وقال إما عربي أو بلجيكي وكان يتكلم بالعربية الفصحى الجميلة
وكنت أياما كثيرة أقابله وأسعد بالسلام عليه والسؤال عن أحواله

فسبحان من أنعم علينا بنعمة فهم كتابه وسنة نبيه وهذا اللسان العربي ونسأله سبحانه أن يعيننا على العمل بمقتضى هذا الفهم وهذا العلم

باب الحريم
موقف بقى ينرفز : ليلة قلقت وما جاليش نوم قلت انزل الحرم اتهجد ونازل بقى في قمة الروقان الساعة 2 ومع نفسي خالص
وكان أحد أصدقاءنا الله يسامحه نصحنا ان احنا نصلي في المنطقة المكيفة أفضل وأتاريهم حولوا مناطق كثير من المكيفة للحريم

أصلا الحريم بيدخلوا من نفس أبواب الرجال ما عدا المنطقة دي وفيه بعض الأبواب عليها رمز “حرمة” المهم انا فضلت اعدي على الأبواب اللي عليها رمز نساء وبعدين لما خلصوا رحت داخل لقيت الراجل راح مسكني

تعال هنا ..انت كل يوم تيجي وتعمل الحركة دي عيب عليك ياراجل انت مطوع وسيب الكلام ده لواحد زيي واتق الله أنا حاجيب لك الهيئة انت ملتزم مش عيب عليك ؟ واحد حليق زيي ممكن يعمل كدة لكن انت عيب عليك وووووووو

انا طبعا اتاخدت …ماله ده انت بتقول ايه ياراجل انت؟ الباب مش عليه علامة..
قال لي ازاي ؟ الباب عليه علامة ربانية مش شايف الحريم جوة
قلت لا حول ولا قوة إلا بالله وقعدت اقول له اتق الله انت فاضي انت ولا مالك؟
المهم أفلت منه بأعجوبة وهو لازال يلغط بمثل هذه الاتهامات
والمهم أنا أساسا بافضل ألبس قميص وبنطلون في العمرة عشان حرية الحركة وكنت لابس تي شرت أحمر بس غامق شوية:) ..شوف بقى
ويبدو انهم قالوا له خلي بالك من الباب ده عشان فيه رجالة متربصين بالحريم اللي جوه مع إن كافة الأبواب بيدخل منها حريم ورجال بطريقة أساسا مستفزة يعني المفروض يوقفوا واحد يمنع الحريم من دخول باب الرجال

دخلت الصلاة طبعا وانا متنرفز جدا وفضل باين علي لحد بعد الشروق لحد رفيقي ما قال لي شكلك متغير فحكيت له وكنت متنرفز جدا

وكنت وانا في الصلاة أفكر في عائشة رضي الله عنها وكيف أنني أغضبني جدا هذا الاتهام الذي أنا لست منزها عنه وهو اتهام بسيط نسبة لما رميت به وهي منزهة عنه وفتحت الموبايل أقرأ حادثة الإفك وكيف أغشي عليها رضي الله عنها حين سمعت الحديث
رضي الله عنك ورحمك يا أمنا
قال ابن عبد القوي : ( وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ( أي الصحابة ) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين

رسالة من أمي
بينما أنا أقرأ بعد الفجر قول الله عز وجل في سورة مريم : وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا
وعند انتهائي من كلمة : وبرا بوالدتي وصلتني رسالة على الموبايل فيها دعوات جميلة من أمي رعاها الله
وتلك الموافقة أعجبتني جدا وسررت بها كثيرا والله المستعان

أقرأ المزيد