مدونة عصفور المدينة

مدونة نظيفة إسلامية (زيادة الإيمان) الطرائف والتناقضات التخسيس والصحة العامة الإدارة والتنمية البشرية

تعدد الزوجات

Posted by ctybrd on November 13, 2007



الموضوع مقسم إلى جزئين فيمكن قراءته على مرتين وأتمنى لو كان أحد لديه حالات تطبيقية أن يذكرها
وعذرا للإطالة

تعدد الزوجات (وباعتبار الظروف الاقتصادية والعملية التي الله أعلم بها)
قد يكون محرما في بعض الأحيان
وواجبا أحيانا
ومستحبا أحيانا
ومباحا أحيانا
لا أريد أن أدخل في تفاصيل الأحكام للحالات ولكن أقول باختصار من يصلح له التعدد وأن أنبه إلى الدراسة التي يجب أن يقوم بها المعدد وإذا أخل بها فإنه سيكون قد يخرج من جانب المستحب والواجب وينتقل للجانب الآخر إما لتقصيره في واجبات أخرى أو وقوعه في الظلم المحظور.

الشخص الذي يجد في نفسه القدرة المالية والبدنية والعاطفية والذهنية والإدارية على التعدد في ظل مشكلة العنوسة يستحب له التعدد وعلى زوجته أو زوجاته أن يحتسبن ذلك في ميزان الحسنات وأن ذلك من إقامة الشرع.

الزواج له توابع من الإنجاب وإدارة شئون الأولاد وتنشئتهم التنشئة التربوية الصحيحة وليس فقط التسمين والتغذية والكسوة فأنا أقول وباختصار
الزواج مشروع يحتاج إلى دراسة جدوى وليس بالعواطف

الإنصاف والعدل بين الزوجات من شروط التعدد فإذا دخلت في التعدد أو حتى الزواج الأول ولم تقم بحقوق الزوجة فأنت قد أدخلت نفسك في موضوع تسبب في أن تكسب آثام فلا يجوز لك من البدء الدخول في هكذا موضوع ونحن لا ننسى أننا نرى ليل نهار أزواجا ليس لهم إلا زوجة واحدة مقصرين في حقهن تقصيرا شديدا.

مثلا العلماء يقولون الشخص الذي قلبه ضعيف ولا يستطيع تحمل تقلبات البورصة ويؤثر ذلك على إيمانه وصلاته مثلا لا يجوز له الدخول فيها مع إن أصلها الإباحة ولكن تحولت إلى سبب في كسب معاصي إذن أخذت حكم التحريم

باختصار لا يجوز للإنسان الدخول في أعمال مباحة تؤدي به إلى فعل المحرمات أو التقصير في الواجبات

وبالمثل الشخص الذي يعلم من نفسه أنه لايستطيع العدل بين الزوجات العدل التقريبي قدر المستطاع الذي يبينه قول الله عز وجل “فلا تميلوا كل الميل” مع قوله “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولوحرصتم”

وهذا خبر أنه لن يستطيع أحد أن يعدل بين النساء ولو حرص ومع ذلك أبيح التعدد
أقول الذي يعلم من نفسه أنه سيفشل في هذا العدل التقريبي يحرم في حقه التعدد

وأضيف من اجتهادي ومراقبتي لأحوال الناس أن الإنصاف خلق وتمرس فمثلا شخص لم يعهد منه الإنصاف ولم يتمرس عليه يقول لك سأعدل أعتقد ليس من الفطنة تصديقه لأن الغالب حينئذ يكون أن هواه هو من يتحدث وأيضا يصعب أن أصدقه إن زعم أن خلق العدل سيكتسبه بعد أن يعدد في حين لم يثبت طوال عمره أنه يجيده.


العدل والإقساط والإنصاف خلق شاق وعسير على النفس يحتاج الكثير من المواقف التي تنميه وتؤصله في النفس ويحتاج أن يكون ثابتا في النفس ولا يكون الإنسان من النوع الذي يتبع الحق إذا كان في صالحه فقط.

أعني بهذه النقطة إن الإنصاف خلق وفطرة وأيضا تمرس فإذا لم يعلم من الشخص أو يعلم هو من نفسه أنه منصف فلا يتوقع منه العدل بين الزوجات وهذا حاصل ومشاهد

.
هذا إلى جانب القدرة البدنية والذهنية
طبعا إذا كان ذلك سيؤثر على عبادته المستحبة أو طلبه للعلم الشرعي الذي هو فرض كفاية أصلا ليست مشكلة لأن زواجه يكون من العبادات المستحبة ما لم يشغله عن الواجبات.

أيضا القدرة الإدارية تخيل عندك مثلا أفراد أسرتك عندما يكونوا 30 أو أكثر مثل بعض من عددوا أعلم أن هذا يتطلب قدرة إدارية خاصة تخيل أنك تدير شركة فيها 30 موظف وبينهم مشاكل وطلبات ونزاعات وحساسيات ومشاكل عاطفية متابعة نشاط وووو نفس الأمر في المنزل بالإضافة إلى المسئولية التربوية كما قال الله عز وجل “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها”

لن أتحدث عن نماذج فاشلة حصلت أمامي متعددة وذلك لأنها تدخل في إطار التعدد غير المدروس بالرغم من أن بعضها كان دافعه شرعي أيضا أي الرغبة في محاربة العنوسة ولكن تسبب فيما بعد في وقوع مآثم.

أيضا أود أشير إلى بعض نماذج التعدد يكون سببها غير مشروع مثل ذلك النوع الذي لا يكون فيه جدية الاستمرارفالثابت في شريعتنا أن أي زواج لا ينوى به الاستمرار والاستقرار هو محرم .
مثلا رجل عدد لمجرد أنه وجد فرصة لذلك لا توجد فيها مخاطرة مادية مثلا بدون دراسة وبدون وازع شرعي أو رغبة جدية في استمرارية هذه العلاقة أعني الرغبة في الاستمرارية التي يضمنها الدراسة السليمة لجدوى المشروع كما قلت.

مثال آخر متكرر عدد مثلا نتيجة اختلاطه بزميلة في العمل أو أي مجال مختلط وأعجب بها (حبها يعني نتجية الإلف والانفتاح) بدون أي تقصير من زوجته وأدى به وجود البديل (أو استخسار) إلى تفقد عيوب زوجته التي لا تسلم منها امرأة(ولا رجل) وتضخيم تلك العيوب والتركيز عليها بل واختلاق مشاكل هو أصلا لا يعيشها ومحاولة معيشة دور المعذب.

أشير إلى نقطة يشير إليها علماؤنا دائما وهي إنه حتى الرجل الذي يريد أن يعدد أو يباح له التعدد لا يصح له أن يظل يتحدث عن التعدد مما يسبب الضرر النفسي لزوجته وربما يموت ولا يعدد بل إذا كان الأمر صالحا بالنسبة له لا يتكلم كثيرا قبل الأوان وينفذ حين يتوفر فيه الصفات المناسبة والدراسة اللازمة للأمر لكن أن يتحول الأمر إلى ورقة تهديد يستخدمها مدى الحياة من قبيل (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)

وذلك الضرر النفسي الذي يسببه للمرأة هو من قبيل وقوع البلاء أهون من انتظاره إن نفسية المرأة حساسة لهذا الأمر أيا كانت المرأة (مثل عائشة مثلا) ولذلك ينبغي عدم أخذ هذا الأمر نوعا من التسلية بالحديث عنه

إذا كان الشخص ممن يصلح لهم التعدد فبها ونعمت (أو غير نعمت) وإلا يمسك عن ذلك وعن التهديد به أو التغني به.

=========================
لا ينبغي أن نغفل الحالات التي يكون التعدد مطلبا لأسباب أخرى مثل عقم الزوجة أو الرغبة في الانجاب مع عدم المقدرة الصحية للزوجة وأسباب أخرى تحتاج إلى دراسة حالة بحالتها وامرؤ حسيب نفسه.
التركيز على النماذج الفاشلة لمن عددوا هو ضد الاتزان في النظرة وكما أننا نعرف قصص فشل نعرف أيضا قصص نجاح بل وكثير من تلك النجاحات تكون الزوجة الأولى هي طرف فيها
ولكن أنا اتكلم عن القدرات (المادية والمعنوية) والمهارات الإدارية اللازمة
يتكلم البعض في هذا الموضوع من وجهة نظر واقعية أو وجهة نظر العرف ويريد أن يقول طالما العرف يمنع إذن يكون ممنوعا

والرد على هؤلاء حديث “كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن مائة شرط” يعني الشروط التي تكون ضد الأدلة الشرعية.

يطعن البعض في نوايا من يسعون للتعدد ممن يستحب في حقهم بأن دوافعهم شهوانية

والرد أن هذه الشهوة ليست محرمة إذا كانت في طاعة الله وإلا طعن ذلك في الزواج من أصله فجزء منه غريزي أيضا.
وأيضا تجدهم يتسامحون مع الرجل الذي يرتكب الفواحش مالا يتسامحون مع من يعدد

يقول البعض إذا كنت تجد في نفسك القدرة المالية على الزواج فزوج شابا وفتاة بدلا من أن تتزوج اثنتين أو ثلاثا

والجواب أن هذا يعتبر من قبيل الرهبانية كما يقال له بدلا من تتلذذ بالمأكل المباح الزائد عن قدر الحاجة أطعم المساكين طيب وإذا تصدقت وبقي معي مال وأريد ان أستمتع بالنعم المباحة هل تحرمون ذلك

يعني إذا قام الرجل بتجهيز العرائس وتزويج المحتاجين فله اجر وإذا تزوج فله أجر أيضا وله متاع الدنيا “وخير متاعها المرأة الصالحة”
ومعلوم أنه يجوز النية الصالحة في أمور المباحات والتي تتحول بها إلا طاعة.

ومعلوم أيضا أن ليست جميع النساء هن فتيات وأنه يوجد من لهن ظروف خاصة من سن أو طلاق أوعقم ويوافقن على أن يكن زوجة ثانية أو ثالثة.
فإذا قلنا زوج شابا وفتاة بدلا من أن تتزوج فقد حرمنا المجتمع من إمكانية إعفاف هؤلاء.

نرجع للأصل هل ستعدل؟ هل أنت قادر؟ هل أنت أحسنت اختيار الزوجة الثانية؟ هل ستحسن تربية أولادك والقيام بحقوقهم؟

وخلاصة القول تعدد الزوجات من شرع الله ولا يجوز إبطاله بحال من الأحوال
العدل وحقوق الزوجات من شرع الله.
مراعاة نفسية المرأة من شرع الله.
لايفهم من هذا الكلام أنني ضد التعدد ولكن ضد التعدد غير المدروس والذي يؤدي إلى مشاكل فيما بعد.
ليست مشكلة التعدد أن تكون الزوجة الأولى موافقة أم لا لأنه في كثير من الحلات الواقعية ترضى الزوجة بالأمر الواقع حفاظا على بيتها إلا من غلبت هواها على المصالح الشرعية

ولكن المشكلة فيما يحدث من تقصير زوجها في حقها وحق أولادها من مقياس شرعي وليس من مقياس رغباتها هي.
ومعيار التقصير هو التقصير في الواجبات أو الوقوع في المحرمات وليس الكماليات.

وفي النهاية كل شاة تعلق من رجلها : والترجمة المصري كل واحد بيتعلق من عرقوبه أعني أننا لا يمكن أن نطلق حكما عاما ولكن معايير فقط

وهذه بعض فتاوى مختصرة متعلقة بالموضوع

ماهي شروط تعدد الزوجات

Leave a comment